نصف الحقيقة

يتوافر لأى حقيقة الضوء الكافى لرؤيتها جلية كما نشاهد الأشياء فى وضح النهار وربما كان خلل فى قدراتى منعتنى من مشاهدة أو سماع أو تلمس أطراف الحقيقة أو كان محيطا خارجيا حول الحقيقة أثر فى عرقلة معرفتها بدقة مثل الذى يشاهد سمكة فى ماء صافى لا يستطيع أن يحدد بعدها الحقيقى ومثل الذى ينظر إلى السراب كظاهرة طبيعية والحقائق الثابتة لا يختلف عليها بعد العلم كالشمس والقمر والجبل والموت والبحر والمحيط .........

الحقيقة تتشكل عند كل فكر ومستوى أخلاقى وثقافات كل فرد أيا كان فهل عرفنا حقيقة الزواج والطلاق وما هية الحياة والموت وحقيقة الكلام ..... كلنا نشاهد أخبار ونسمع كل القنوات الفضائية هل كلها حق أم أنصاف حقائق أم هو تلميع إعلامى

حكى لى أحد الأصدقاء عن مشكلة اجتماعية حدثت له وعايشت الأحداث الإجتماعية من أقوال الزوجة الفاضلة فقط التى إنتشرت وتسربت إلى سيدات محيطها وتشبعت من تلك الإنفعالات الدفينة وعلى الفور أصدرت الإشارات إلى وجدانى بأن ذلك الزوج هو ظالم ومستبد وأنه ليس بإنسان ولابد من طلاقها منه حقا ويقينا وحينما حضر أحد الأعمام الشيوخ قال لى بكل ثقة :

هذه نصف الحقيقة ... لأنك سمعت من طرف واحد

هل تدرى أن المجرم الذى ثبت إجرامه بشتى الطرق الشرعية

حينما يريدوا تنفيذ القصاص به يسألونه قبل تنفيذ الحكم : نفسك فى إيه ؟

ويا أخى ويا أختى ويا كل عقل لا تقفوا على نصف الحقيقة ...........اسمع بإنصات لكن لا تحكم

ليس فقط وإنما لا تنفعل بما يقال لأنك لم تسمع الطرف الإخروإذا أردت أن تنفعل بحق لابد أن تسمع الطرف الآخر

لا تنفعل لأنك لا تعرف الطرف الإخر ولم تسمعه واحذر القول الآثم من إنفعالك وحلفك بالله

وإياك أن تردد الشائعات أخى الفاضل وأختى الحبيبة وهل يكب الناس على وجوههم فى النار إلا حصائد ألسنتهم

لا تحكم بالباطل والعنفوان لأن ذلك الطرف هو أخيك أو أختك أو أحد أقربائك

كذلك وفى أنفسنا تتعارك أمعاء البطن لفترة ثم تعود لحالتها بعد فترة ربما بالعلاج الناجع أو دون تدخل فى أى علاج

تمنياتى لكم بقضاء أسعد الأوقات فى طاعة

والله يحفظكم